لاعب مثابر و مجتهد أبان عن علو كعبه في كأس العالم قطر 2022 و حفر إسمه بأحرف من ذهب في ذاكرة هذا المونديال الخالدة و حظي برضى الملك و حب الشعب.
فما هو عيبه؟ ربما “بعضهم” لم يرقه النموذج الذي سوقه الإعلام عن زكرياء أبو خلال حول التزامه و تشبته بدينه و ارتداء زوجته الخمار … هؤلاء اعتادوا أن يدفعوا تركيز المواطنين لنماذج التفاهة و الرداءة فيملأوا بها الفضاء العام و الأزرق حتى تصير مرادفاً للمعيش اليومي و يتم التطبيع معها و حتى دفع اليافعين لاتخاذها قدوة.
خطأ بوخلال أنه وقع للقطيعة مع لاعبين كانوا يسوقون للشيشة و “موبقات ” أخرى فلم ينتقدهم أحد و لا أشار لهم بأصابع الإتهام، و هاهو يحرجهم بالتزامه و تسويقه صورةً للمغربي العادي المتشبت بدينه و عقيدته، دون أن يفرضها على أحد.
أما خطأ أولئك الذين أرادوا أن يُشيطنوه فأنهم اختاروا الوقت الخطأ و الشخص الخطأ. الوقت الخطأ لأن أبو خلال خارج للتو من مونديال خرافي و داخل للتو لقلوب الملايين من المغاربة، الذين لن يقبلوا التعرض له و خاصة من طرف إعلام محلي مغربي هويته عربية أمازيغية مسلمة. “ماخليتوا للنصارى مايقولو”.
و الشخص الخطأ لأن ما أعابوا عليه أبو خلال فهو من صلب الحياة اليومية لأي مغربي متشبت بدينه، و الدين في المغرب مجال مقدس و غير قابل للتماهي مع كليشيهات الغرب.
للتذكير، فإن من وشح صدر أبو خلال، هو أمير المؤمنين، ضامن الطمأنينة الروحية للمغاربة، أفلم يكن ذلك لكم رادعاً لوقف ترهاتكم؟.
و في الأخير، حسناً عملت الجامعة م.م.ك.ق بالدفاع عن لاعبنا و رفع القضية للقضاء إن اقتضى الحال. و حسناً فعل المجلس الوطني للصحافة لعرض المنبر إياه للمجلس التأديبي.
تركنا لكم نماذجكم الرديئة، فاتركوا لنا قدواتنا الحسنة.
فهل هذا مطلب صعب أم مستحيل؟.
* سمير شوقي