على مسؤوليتي

“ترامب ضغط على كل الأطراف للموافقة على خطته”. لماذا؟ “لأنه يرغب بجائزة نوبل للسلام”!!

نشرت

في

مذهلة هذه الماكينة الإعلامية بقدرتها على تسويق الأحداث بالقراءة التي تريدها. تسريها إلى الوعي العام بسلاسة، لنردد ما تقول وكأنها قوانين علمية.

الخطة التي تنصب “مندوب سامي بريطاني ثاني على الفلسطينيين، والتي وضعت على مدى أشهر من قبل فريق عمل، والتي تأخذ من القطاع مجرد مدخل لتشكيل”الشرق الأوسط”، وفيها كم هائل من التفاصيل السياسية والإدارية ،تبسط وتختزل في تفسيرات على شكل وجبات سريعة، تسيطر على الوعي لفترة معينة، ثم تختفي لصالح هيمنة قراءة جديدة. وهكذا تتعاقب الأحداث التي تشكل واقعنا دون أن تراكم وعيا بهذا الواقع.

وهذا شبيه بتلك الصورة التي رسمت لترامب في فترة المنافسة الانتخابية لرئاسته الثانية. فكانت علامته التجارية ٱنذاك، أنه مختلف عن ترامب في ولايته الأولى التي نقل فيها السفارة الى القدس واعترف بضم الجولان، وأوقف تمويل الأونروا وأغلق مكتب منظمة التحرير في واشنطن. ترامب الجديد يرغب بالسلام. وهكذا كان جزءا من نجاحه في الانتخابات الثانية بفضل أصوات العرب والمسلمين والمتضامنين مع الفلسطينيين.

أليست هذه نفس السردية الإعلامية التي تصور كل ما يحدث في القطاع منذ عامين على أنه “حرب نتانياهو المأزوم” الذي يهرب من مشاكله الداخلية باشعال الصراعات في المنطقة؟ أو لأنه يريد المحافظة على حكومته؟ .

إذا كان لابد من تسمية لهذه السرديات الإعلامية المهيمنة على الوعي العام، فهي “شخصنة السياسة”. أي تبسيط وتسخيف السياسات العميقة التي تعيد تشكيل واقع الفلسطينيين والمنطقة، بتحويل تلك السياسات إلى مجرد “قرارات شخصية انفعالية ، مرتبطة بمصالح فردية ٱنية عابرة”. وهذا تماما عكس جوهر تلك السياسات البنيوية المنظمة التي ترسم الواقع رسما بعيد المدى.

هذا كله طبعا لا علاقة له بسؤال قبول ورفض الخطة، فحياة الناس غير قابلة للتنظير.

✹معز كراجه

انقر للتعليق

الاكثر مشاهدة

Exit mobile version