2/2 الجلوس و الحديث مع المؤرخ و المناضل محمد لومة، هو بمثابة رحلة تأخدك من حيث لا تدري إلى “تجاويف” الزمن، فهو لوحده شاهد على العصر، وحتى قبل أن تقع عيناك على وثيقة تاريخية، من بين مئات الوثائق التادرة التي يحافظ عليها كما يحافظ على نعمة البصر، يجعلك في عجلة من أمرك و أنت تطلب الاطلاع على المزيد.
كيف لا و هو من تدرج في جميع مراتب النضال، من أيام الاستعمار الفرنسي حيث التحق منذ نعومة أظافره بصفوف حزب الاستقلال ليغير وجهته فيما بعد نحو الاتحاد الوطني للقوات الشعبية، قبل أن يستقر به المقام أواسط ستينيات القرن الماضي، في التنظيم السري المسلح للحزب بقيادة الفقيه البصري و بالضبط سة 1966،ليلتحق فيما بعد بصفوف منظمة الصاعقة الفلسطينية أواخر سنة 1968.
في هذه الحلقة الجديدة من “ذاكرة ليست للنسيان”، يسلط محمد لومة الضوء من موقع المعاصر و ليس الراوي فقط، على تفاصيل “حرب الوجود” التي انخرط فيها بعض مكونات المقاومة وجيش التحرير من جهة و القصر الراغب في تشديد قبضته على الحكم منذ أواسط ستينيات و بداية سبعينيات القرن الماضي .