في أول ظهور له بعد اختفائه منذ خمسة أيام، وجه الناشط الحقوقي و الاعلامي الجزائري، المعارض، هشام عبود، التهمة مباشرة إلى أجهزة المخابرات الجزائرية، محملا إياها مسؤولية اختطافه بعيد وصوله إلى مطار برشلونة.
وقال عبود، في شريط فيديو مصور، بثه على قناة المعارض الجزائري أنور مالك:” لقد رأيت الموت بعيني. عصبوا عيناي وأغلقوا فمي بشريط لاصق وأوثقوا معصماي بشدة ثم أمسكني اثنان من رجلاي وآخران من ذراعاي واقتادوني شبه عار صوب نهر في قرية لابريخا. فقدت آنذاك كل أمل في الهرب بعدما تأكدت بأنهم سيقذفون بي داخل يخت لنقلي إلى الجزائر.. فجأة أحسست بحركة غير عادية عندما أطلقني الأربعة فسقطت أرضا، وبسرعة نزعت العصابة عن عيني لأجد أمامي عناصر من الحرس المدني يطمئنونني.. بينما آخرون يتعقبون عناصر العصابة الفارين »، بهاته الكلمات استهل المعارض الجزائري هشام عبود روايته لتفاصيل محاولة اختطافه من طرف عصابة مسخرة من النظام الجزائري، خلال لقاء مباشر عبر قناة صديقه المقرب الحقوقي الجزائري أنور مالك، ليلة الاثنين الثلاثاء، حيث كشف عن تفاصيل ما وقع له خلال عملية اختطافه واحتجازه بضواحي برشلونة.
كما استغل هشام عبود، فرصة أول ظهور له، عقب عملية الاختطاف الفاشلة، التي تعرض لها بالتراب الاسباني، بإيعاز من أجهزة المخابرات الجزائرية، لتوجيه الشكر لكل من ساعده في تجاوز هذه المحنة، و على رأسهم أفراد الأمن و جهاز المخابرات الاسبانية، قائلا: “.. يسعدني أن أتوجه لكم وخاصة الإخوة والأصدقاء والأحبة الذين افتقدوني خلال الأيام الخمسة، ها أنا بابتسامتي المعهودة بكل قواي أتوجه لكم عبر قناة صديقي أنور مالك بعدما فقدت حاسوبي وهواتفي ويصعب عليّ الدخول لجميع حساباتي”.
و أضاف هشام عبود، قائلا بدون تردد أن صفقة اختطافه، تمت بتكليف من المخابرات الجزائرية، و تنفيذ من طرف منظمة دولية تنشط في إسبانيا، في محاولة وصفها ب” اليائسة” من النظام الجزائري، لتجنب ترك آثار أثناء عملية اختطافه، مؤكدا أنه لا وجود لأي جهة تعاديه أو مستعدة لاختطافه أو تدفع ثمنا باهظا لمنظمة إرهابية لتختطفه ، إلا النظام الجزائري.
و كانت السلطات الإسبانية، قد تمكنت مساء أول أمس الأحد، من العثور على هشام عبود، الذي اشتهر بمواقفه المناهضة للنظام العسكري الجزائري، داخل فيلا ببرشلونة، حيث كان محتجزا في وضع صحي وصف بـ “الحرج” بسبب تعرضه للعنف الجسدي. قبل أن ينقل إلى المستشفى من أجل تلقي العناية الطبية اللازمة.