سحبت السلطات السورية قواتها من محافظة السويداء، حيث عاين مصور لوكالة فرانس برس الخميس في مركز المدينة جثثا في الشوارع، تزامنا مع إعلان الرئيس الانتقالي أحمد الشرع أنه يريد تجنب “حرب واسعة” مع اسرائيل التي هددت بتصعيد غاراتها.
وتقوض خطوة سحب القوات من المحافظة ذات الغالبية الدرزية، جهود الحكومة الانتقالية في بسط سلطتها على كامل التراب السوري، بعد أكثر من سبعة اشهر على إطاحتها الحكم السابق. وتطرح مجددا تساؤلات حول قدرتها على التعامل مع الأقليات على وقع أعمال عنف على خلفية طائفية طالت مكونات عدة في البلاد.
وبدت مدينة السويداء، التي شهدت في اليومين الماضيين اشتباكات دامية تخللتها انتهاكات وعمليات نهب، طالت المنازل والمتاجر، أشبه بمدينة منكوبة، مع خروج المشفى الرئيسي عن الخدمة وتكدس الجثث فيه وانقطاع خدمات المياه والكهرباء والاتصالات منذ أيام.
وأسفرت أعمال العنف التي اتخذت طابعا طائفيا خلال أربعة أيام، وشنت خلالها اسرائيل سلسلة غارات، عن أكثر من 500 قتيل، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان الخميس.
وسحبت السلطات السورية قواتها بالكامل من محافظة السويداء ليل الأربعاء الخميس.
جاء ذلك، بعد ساعات من إعلان وزارة الداخلية والشيخ يوسف الجربوع، أحد أبرز ثلاث مرجعيات روحية في السويداء، مساء الأربعاء التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار، نص على إيقاف كل العمليات العسكرية بشكل فوري وتشكيل لجنة مراقبة من الدولة السورية وشيوخ دروز للإشراف على عملية التنفيذ.