أكد البروفيسور علي الطاهري، الأخصائي في علاج أمراض السرطان ورئيس جمعية الأدلة العلاجية في علم السرطان، أنه في ظل المستجدات والتطورات التي يشهدها عالم الطب، لم يعد السرطان مصنفا في خانة الأمراض الفتاكة والقاتلة، بسبب تطور وسائل التشخيص وفعالية العلاجات المتوفرة.
وأوضح الأخصائي، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة اليوم الوطني لمحاربة داء السرطان (22 نونبر)، أنه أضحى من الممكن علاج جميع أنواع السرطان بشكل جيد وفعال إذا تم الكشف عنه بشكل مبكر، سواء بواسطة العلاجات الموضعية: الجراحة والعلاج بالأشعة أو العلاجات العامة التي تشمل العلاج الكيميائي والعلاج الهرموني والعلاج الموجه والعلاج المناعي، مؤكدا أن هذه الأنواع من العلاجات والأدوية تعطي نتائج ممتازة لعلاج السرطانات بصفة عامة.
وأشار في هذا الصدد، إلى أن هناك نوعين من الكشف المبكر “النوع الأول هو الفحص المبكر ( dépistage ) وهو عندما يقوم شخص ما بالكشف الطبي دون أن تظهر عليه أية أعراض، أما النوع الثاني فهو التشخيص المبكر (diagnostic précoce) وهو الذي يقوم به الشخص عند ملاحظته واحدا من الأعراض أو أكثر، مثل ملاحظة كتلة مريبة على مستوى الثدي أو خروج دم أو غيرها من الأعراض”، مشددا على ضرورة توعية الناس بأهمية الفحص المبكر (dépistage) وبشكل دوري، أي عدم انتظار ظهور الأعراض من أجل التوجه إلى الطبيب.
وبخصوص أسباب ارتفاع عدد المصابين بأمراض السرطان سنة بعد أخرى، أوضح البروفيسور علي الطاهري أنه يمكن تفسير ذلك أساسا بارتفاع أمد الحياة، فخطر الإصابة بهذا الداء يرتفع كلما زاد عمر الإنسان، مضيفا أن تطور وسائل تشخيص المرض أصبح يمكن من الكشف عن السرطان، بعدما كان العديد من الناس في السابق يموتون دون معرفة سبب الوفاة .