في خطوة غير تقليدية تهدف إلى مواجهة التغير المناخي، تعتمد شركة مايكروسوفت على استراتيجية مدهشة تقوم على ضخ النفايات البشرية والزراعية في أعماق الأرض.
وتأتي هذه المبادرة الجريئة ضمن جهود الشركة التكنولوجية العملاقة لتعويض انبعاثاتها الكربونية المتزايدة، خاصة مع توسعها الكبير في مجال الذكاء الاصطناعي الذي يستهلك كميات هائلة من الطاقة.
وأبرمت مايكروسوفت مؤخرا صفقة طموحة مع شركة “فولتد ديب” المتخصصة في حلول إزالة الكربون، حيث ستشتري ما يقارب 5 ملايين طن متري من خدمات إزالة ثاني أكسيد الكربون على مدى 12 عاما مقبلة.
وتعتمد التقنية المبتكرة للشركة على معالجة ما يسمى بـ”الوحل الحيوي”، وهو مزيج من النفايات البشرية والزراعية، ثم ضخه عبر أنابيب خاصة إلى أعماق تصل إلى 5000 قدم تحت سطح الأرض، حيث يتم تخزينه بشكل دائم في طبقات جيولوجية آمنة.
وتكمن عبقرية هذه الطريقة في حل مشكلتين بيئيتين في آن واحد: أولا التخلص الآمن من النفايات العضوية التي عادة ما تسبب تلوثا للأراضي والمجاري المائية عند تركها في العراء، وثانيا عزل الكربون الموجود في هذه النفايات بشكل يمنع عودته إلى الغلاف الجوي.
وتقدر تكلفة هذه الخدمة بنحو 350 دولارا للطن الواحد، حيث تحصل مايكروسوفت مقابل كل طن معزول على رصيد كربوني يساعدها في تحقيق أهدافها البيئية الطموحة.