احتضن الرواق الفني للمركز الثقافي إكليل بطنجة، تحت إشراف مؤسّسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين مؤخرا ، المعرض الفردي للفنان التشكيلي والناقد الجمالي ابراهيم الحَيْسن “للصحراء أثر..” الذي سيمتد إلى غاية 03 يونيو 2025.
بمناسبة هذا المعرض، صدر كاتالوغ من القطع المتوسط (44 صفحة)، يضمّ سيرة فنية وصور الأعمال الصباغية، مع حوار جماعي متنوّع حول السياق الموضوعاتي والخصائص التقنية والإبداعية التي تَسِمُ هذه التجربة الإبداعية المنفردة، أجرته معه نخبة وازنة ومتميّزة من الباحثين الجماليين ونقاد الفن من داخل المغرب وخارجه: طلال معلا (سوريا)، علي النجار (العراق)، محمد بن حمودة، سامي بن عامر، خليل قويعة وفاتح بن عامر (تونس)، مصطفى عيسى، أمل نصر ومحمد مهدي حميدة (مصر)، فخرية اليحيائية (سلطنة عمان)، عبد الرحمن السليمان (السعودية)، محمد العامري (الأردن)، ومن المغرب: عبد الله الشيخ، شفيق الزكَاري، نور الدين فاتحي، بنيونس عميروش، عزيز أزغاي، ادريس كثير، حسن لغدش والسعيد كرماس، إلى جانب نصّين باللغة الفرنسية للناقد الفرنسي دانييل كوتورييه والفنان والكاتب حسن المقداد.
بالمناسبة نظمت مائدة مستديرة حول موضوع “تجربة الأثر في الفن التشكيلي” سيرها بحس شعري بليغ الإعلامي والشاعر سعيد كوبريت، وتميزت بمشاركة نقاد ومبدعين متميّزين: ادريس كثير، أحمد لطف الله ، عبد الكريم الأزهر، بنيونس عميروش، حسن لغدش، شفيق الزكاري، يوسف سعدون ، السعيد كرماس وابراهيم مشطاط. في هذا الإطار، أيضا، تم عرض مشروع كتاب “حرّاس الأثر- تجارب صباغية عربية” من تقديم الباحث الجمالي عبد الله الشيخ.
يُبرز الفنان الحَيْسن أن عنوان هذا المعرض هو امتداد لعناوين معارض فنية فردية سابقة اشتغل فيها على مفهوم الأثر بمعناه الثقافي والجمالي البصري، منها “انعكاس الأثر” (العيون وبوجدور وطرفاية، 1999)، “مغلفات تشكيلية” (الدار البيضاء، 2003)، “آثار مترحلة” (أكَادير، 2017 والرباط، 2019)، “كارتوغرافيا المحو” (الرباط 2018) و”مديح الأثر” (الصويرة، 2020).
لذلك، فإن هذه التجربة الصباغية لا تشذ عن هذا التقليد، حيث تُراهن بدورها على الأثر بلوحات صباغية ومجسّمات فنية متماهية مع مفازات وأمداء الصحراء.هذا الأثر الذي يظهر ويتبدّى، يحضر ويغيب بمقدار اختفائه وانطفائه موشّى بترسُّبات وتطاريز لونية تمنح اللوحة أبعاداً بصرية متحوِّلة. بفعل ذلك، أضحى الأثر ذاكرة متجدّدة تعكس الرّغبة في تحطيم الديمومة وتشكيلاً لامرئيّاً يتجه نحو العبور كخاصيّة جمالية تتلاءم مع تصوُّر ظهر مع الشاعر الفرنسي شارل بودلير الذي عاين نزوع الجمال نحو المؤقت والمنفلت والعابر، وأيضاً مع فناني الدّادائية الذين رفعوا شعار تحطيم لحظات الزمن من ماض ومستقبل والإبقاء على الحاضر العابر.