* سارة صبري
كشف منظمو مهرجان فاس للثقافة الصوفية عن برنامج الدورة الـ17 التي ستقام بمدينة فاس في الفترة الممتدة من 18 إلى 25 أكتوبر الجاري تحت شعار “شعرية العيش، الفنون في أبعادها الروحانية”، وذلك خلال ندوة صحفية أقيمت الخميس الماضي بمدينة الدار البيضاء.
ويقام المهرجان الذي يديره الأنثروبولوجي فوزي الصقلي بمبادرة من جمعية مهرجان فاس للثقافة الصوفية، تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس.
وتعيش مدينة فاس العتيقة، طيلة أيام المهرجان في أجواء صوفية روحانية يغلب عليها طابع التسامح والإخاء وتقبل الآخر. وهو فرصة يفتح فيها باب النقاش في موائد مستديرة، لتبادل الأفكار والتأمل في سحر الفن وما يخلفه الارتقاء الصوفي من أثر مريح على النفس البشرية.
وحضر الندوة كل من مدير مهرجان فاس للثقافة الصوفية، فوزي الصقلي، والكاتب الصحفي عبد الحق نجيب بالإضافة إلى أمال القادري برادة، رئيسة جمعية أم الغيث.
وأفاد المشاركون في الندوة بأن المهرجان هو فرصة للتعرف على الأفكار المهمة في التراث الصوفي، مؤكدين على أن الثقافة هي الأساس لأنها غنى وثروة تتحكم في التغيرات التي تقع في المجتمع.
وقال فوزي الصقلي في تصريح للصحافة على هامش الندوة: “نحن الآن بصدد إحياء الدورة الـ17 من مهرجان فاس للثقافة الصوفية، وكما هو الآمر بالنسبة لكل سنة، فإننا نختار موضوعا معينا لكل دورة، وفي هاته الدورة اخترنا “شعرية العيش، الفنون في أبعادها الروحانية”، لنسبر أغوار التراث الصوفي الذي من خلاله نغذي مجموعة من الأفكار تهمنا في عصرنا الحالي، وهو ما يتجلى في اختيارات البرمجة، خصوصا بالنسبة ليوم الافتتاح حيث سنقدم فيه ما يسمى بالحضرة الصوفية والشعر الصوفي بأشكال مختلفة بالنسبة للسماع والملحون والفلامنكو..”.
كما كشف مدير المهرجان، بأن عشاق الموسيقى الصوفية سيكونون على موعد مع محمد بريول ومروان حاجي والإخوة أنور صبري لفن القوالي الذين سيأتون من الهند مبرزا أنهم سيقدمون نوعا مختلفا عن السماع الذي نعرفه بإيقاع خاص.
وسيكون عشاق المهرجان على موعد مع سلسلة من الليالي التي تحييها الطرق ابتداء من الطريقة القادرية البوتشيشية والطريقة الشرقاوية والطريقة الصقلية و”شغف الحراق” مع الطريقة الحراقية للزاوية الأم في تطوان التي ستكون في حفل الاختتام، ويقول فوزي الصقلي في هذا الصدد: “وددنا أن نعطي الطريقة الحراقية والأعمال الشعرية الكبيرة والعميقة لمحمد الحراق اهتماما خاصا، والحراق أعتبره شخصيا بمثابة جلال الدين الرومي للتصوف المغربي”.
وتكشف برمجة المهرجان الغنية، عن توفير المنظمين للزوار لأجواء الاكتمال الروحي من خلال حفلات موسيقية وطقوس ومعارض وعروض سينمائية وورشات ثم موائد مستديرة.
والمهرجان، هو أيضا، فرصة ليكتشف زواره بعض الأماكن التاريخية في العاصمة العلمية للمملكة مثل باب الماكينة وحديقة جنان السبيل.. حيث ستقام مجموعة من الحفلات الموسيقية.