على مسؤوليتي
بنكيران والبيجيدي والأربعين حرامي (1/2)

نشرت
منذ 4 أشهرفي
بواسطة
مراد بورجى
* مراد بورجى
أُثير كثيرٌ من الجدل حول المؤتمر الوطني التاسع لحزب العدالة والتنمية، بعضها انتقادي لمواقفه وقراراته وضيوفه، وكذا لغياب أطروحات سياسية عميقة تعيد قراءة المشهد المجتمعي العام وتدقق تموقع البيجيدي داخل هذا المشهد، وبعضها الآخر اختار جانب الموالاة إما في حدود، وإما “بلا حدود” لدرجة التسابق في نَظْم قصائد “مديح” المؤتمر والزعيم.
بين هذا وذاك، يُطرح السؤال: هل يشكل إعادة انتخاب عبد الإله بنكيران أمينا عاما من جديد نوعا من التنفيس عن الحزب ومناضليه بسبب “البلوكاج الحكومي 2016″، الذي يعزيه البعض لـ”تمرّد” بنكيران على القصر محاولا فرض حكومة على مقاسه، فتراجع القصر للخلف تاركًا بنكيران يصطدم ب “الزعيم” الجديد للأحزاب الإدارية الصغرى، عزيز أخنوش، الذي كان قد “أُنزل” بالمظلة من فوق على رأس حزب الحمامة في أكتوبر 2016، الحزب الذي كان قد تنكر له عزيز أخنوش بعد خروج الأحرار من الحكومة للمعارضة في أكتوبر 2011، بسبب تشبّت الوزير الملياردير بالحقيبة الوزارية المثقلة بأموال المخطط الأخضر، وظل وزيراً ضمن حكومة بنكيران، الذي ما لبث الملياردير أن تنكر له بدوره بعد أن كان قد احتفظ به في حكومته ولو بدون حزب.
ثم جاء “البلوكاج الانتخابي 2021″، الذي يمكن أن نفسّر جانبه الأول بتوقيع سعد الدين العثماني على التطبيع وإن كان بصفته رئيسا للحكومة وليس أميناً عاماً للبيجيدي، أمّا الجانب الثاني المتعلق بـ”التهاوي” من 125 مقعدا في الولاية السابقة (2016- 2021) إلى 13 مقعدا في الولاية الحالية (2021-2026)، فلم يجد له الكثيرون تفسيرا لحد الآن!
وفي الحالتين معاً (بلوكاج 2017 وبلوكاج 2021)، ظل حزب الإسلاميين وفياً للقصر ولقراراته، لم يغادر الحكومة لا بعد أن تجبّر أخنوش على أمينه العام، ولا بعد أن وقّع أمينهم العام على ما يتعارض مع أوراق ومبادئ الحزب.
أمّا “تسلق” أخنوش من 37 مقعدا في انتخابات 7 أكتوبر 2016 إلى 102 مقعد في انتخابات 8 شتنبر 2021، فقد فسّره الحليفان اللدودان لعزيز أخنوش في الحكومة، عبد اللطيف وهبي ونزار بركة، باستعمال المال وأثارا معا فضائح “قفة جود”، التي “استحوذ” بها زعيمهما على كرسي رئاسة الحكومة، الذي كان وبالاً عليه.
وكما يظهر، لا أقصد، هنا، التوقّف المنحصر عند مؤتمر البيجيدي، الذي، على المستوى الشخصي، أهنئ قيادته الجديدة، من الأمين العام إلى الأمانة العامة والمجلس الوطني، متمنيا لها كل التوفيق، وإنما أريد الانطلاق في أفق أرحب، يتعلّق بأوضاع مكونات الحقل الحزبي، وبعلاقتها مع المجتمع ومع الدولة، في صلةٍ بمغرب الغد المنظور، مغرب المونديال (2030) وطبيعة حكومته التنفيذية السادسة (2026-2031) منذ اعتلاء الملك العرش سنة 1999.
بكلمة أخرى، لقد شرعت عدّة أحزاب في خوض حملات انتخابية سابقة لأوانها في سعيها، حلما أو وهما، لـ”وضع اليد” على “حكومة المونديال”، فهل الإجابة، التي قدّمها المؤتمر، تعني أن البيجيدي نفض يديه من هذا السباق رغم بعض التصريحات المتفائلة لبعض قادته، التي تربط عودة بنكيران بعودة منشودة إلى “العَشْر الخوالي”، التي قاد فيها الحزب حكومة صاحب الجلالة، مدة ولايتين، رغم أنه اشتعلت خلالهما انتفاضة الريف، وتخللتهما أحداث اجتماعية في جرادة وبوعرفة وفكيك وأوطاط الحاج وزاكورة وطانطان وسيدي إيفني، لكن بالمقابل، لم يحدث أي انقطاع أو قطيعة بين الحكومة والشعب، لقد كان هناك تواصل مع المواطنين، وكانت هناك العديد من الإنجازات والمكتسبات، التي تحقّقت لفائدة العديد من الفئات الشعبية، وعلى رأسها مئات آلاف المستضعفين المعدمين، كما تحقّقت نسب نمو لا بأس بها لم تستطع حكومة أخنوش إلى اليوم أن تصل إليها، وعموما لن أدخل هنا في أي جدل حول حصيلة البيجيدي الحكومية بما لها وما عليها، وإنما يكفي إثارة خاصية لن يختلف حولها اثنان، وهي أن قيادة البيجيدي للحكومة في ولاية بنكيران وولاية العثماني يمكن أن تُوجّه إليها كل الانتقادات وحتى الاتهامات إلا أن تُثار حولها شبهات فساد، فقد خرج كل وزرائها من الحكومة، كما دخلوا، نظيفي اليد.
فيما الولاية الحكومية الحالية، ارتبطت بانفجار فضائح الفساد، الذي قال بنكيران إن عدد ملفاته، التي تفجرت خلال ولاية حكومة أخنوش، لم يشهده التاريخ السياسي المغربي من قبل عند منتخَبِي الأغلبية بالبرلمان وبالجماعات الترابية، في ظل غياب الإرادة الحكومية في ملف محاربة الفساد، حيث عَمَدَت الحكومة في أسابيعها الأولى إلى سحب القانون الجنائي الذي تضمن تجريم الإثراء غير المشروع، ثم جمّدت الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، وأردفت ذلك بتوقيف اجتماعات اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد. هذه القرارات، التي تتناقض جذريا مع التوجيهات الملكية الداعية إلى مواجهة الفساد، جاءت كمحاولة يائسة لامتصاص آثار العدد والحجم الصادمين من المتابعات والاعتقالات والمحاكمات المتتالية في حق عدد ممن يتولون مهام نيابية وطنية أو منتخبين ومسؤولين بجماعات ترابية بشبهة جرائم الفساد المالي والانتخابي والاتجار في مواد محرمة قانونا، في صدارتها المخدّرات.
صحيح أن المغاربة لا ينكرون حق نظافة اليد ويقدرونها حق قدرها، لكن الناس في حاجة أكثر إلى تدابير ملموسة تساهم في الرفع من قدراتهم المعيشية، في مجتمع يعيش فيه 1.4 مليون مغربي في الفقر المطلق و5 ملايين في وضعية هشاشة، وهذا ما يدركه جيدا تجار الانتخابات، الذين يخلقون أسواقا خفية ومعلومة لتصيّد ضحاياهم وشراء الضمائر والذمم، وعلى رأسهم باطرون المحروقات، عزيز أخنوش، الذي اتهمه حليفاه الحكوميان، البام والاستقلال، علانية، بشراء أصوات الناخبين، مثلما اتهمه حليفه اللدود عبد اللطيف وهبي بنهب 17 مليار درهم، التي قال إنه جناها، بشكل غير شرعي، من أرباح المحروقات، وطالبه بأن يرجع إلى خزينة الدولة المبلغ المنهوب، الذي وصل اليوم إلى حوالي 45 مليار درهم!!!
كان بعض الناس يأملون أن تصنع لهم “حكومة المال والأعمال” ما لم تتمكن الحكومات المتعاقبة من تحقيقه لهم، قبل أن يتفاجأ المغاربة، أو على الأقل السواد الأعظم من الشعب، بجحيم هذه الحكومة التي يقودها الملياردير باطرون المحروقات عزيز أخنوش، ويشرع في “طحنهم”بسلسلة من الضربات تتراوح بين تمدّد القمع وتسرطن الفساد، وفي القمة فجائع الغلاء! لقد اكتشف المغاربة، خصوصا الذين دوّختهم وعود أخنوش، أن أغلب وأهم وأبرز تلك الوعود تبخّرت في الهواء، بدءا من الوعد الوهمي بإحداث مليون منصب شغل صاف على مدى خمس سنوات، فإذا بنسبة البطالة تتضاعف بنسبة غير مسبوقة تجاوزت 13 في المائة، وبلغ عدد المعطّلين أزيد من مليون و600 ألف شخص، وصولا إلى إقصاء 8,5 ملايين مواطن من الاستفادة من نظام التأمين الأساسي عن المرض “أمو تضامن”، والفشل في إخراج مليون أسرة من دائرة الفقر، ولم ينجح إلا في مضاعفة أعداد المفقّرين، دون الحديث عن الوعد المعاق القاضي بتوفير “مدخول الكرامة” بقيمة 1000 درهم لفائدة الأشخاص البالغين 65 سنة فما فوق!!!
هناك الكثير مما يُقال حول الحصيلة الكارثية لحكومة عزيز أخنوش، رئيس حزب الأحرار، مسنودا بمخدوميْه، الأمين العام لحزب الاستقلال نزار بركة وثلث أمينة عامة للبام فاطمة الزهراء المنصوري، مثلما هناك الكثير مما يُقال عن حصيلة المؤتمر الوطني التاسع للبيجيدي، ولذلك، سأكتفي فقط بإثارة سؤالين ملحّين مرتبطين بالمؤتمر وعلى صلة بسؤال “إلى أين يسير القصر بالمغرب”، وبطبيعة الحكومة المرتقبة:
الأول، الآن وقد انتهى المؤتمر، وعاد البيجيديون إلى قواعدهم “سالمين”، وتوصل الأمين العام للحزب ببرقية التهنئة الملكية البروتوكولية، يبقى السؤال هو: هل سيخصّص الملك محمد السادس استقبالا للأمين العام للبيجيدي؟ استقبال الملك له ستكون له دلالة.. وعدم استقباله، سيضيف عبد الإله بنكيران إلى لائحة فاطمة الزهراء المنصوري ونزار بركة ومحمد أوزين، وفي الحالين، سيكون للحديث شؤون وشجون كما يُقال، وسأكون في الموعد بمقال.
الثاني، يتعلّق بغياب أطروحة فكرية للحزب في المؤتمر، فهناك تجربة تحتاج إلى أطروحة فكرية وليس مجرد تقارير سياسية بعضها مكرور عن الهوية والمرجعية، وبعضها يستنجد بالشعاراتية الظرفية، والسؤال هنا هو: هل إن البيجيدي يدرك مسبقا أن المرحلة المقبلة (حكومة المونديال) هي مرحلة ملكية بامتياز، ولذلك لم يكلّف نفسه عناء مناقشتها أصلا في مؤتمره الوطني، وأحرى إجراء قراءة جديدة لمشروعه السياسي والفكري وإعادة صياغة برنامجه المجتمعي للمرحلة المقبلة، التي يلخّصها بنكيران بصورة بليغة في كون الملك هو من سيقوم بتسييرها؟ تُرى ماذا يعني هذا؟.
للإجابة على السؤال، من المفيد جدا إثارة السياق العام في عدة إشارات نختزلها في رؤوس أقلام.
في انتخابات 2007، تميز المشهد السياسي بالهجوم على البيجيدي، ضمن حملة عامة، إقليمية ودولية، تستهدف الحركات الإسلامية باعتبارها تعطّل التنمية وتغذّي الإرهاب، وأفرزت نتائج الاستشارة الشعبية تصدّرا تناوبيا بين حليفي الكتلة الديمقراطية الاستقلال (الأول) والاتحاد الاشتراكي (الخامس)، فيما حل حزب العدالة والتنمية ثانيا، وآلت قيادة الحكومة إلى عباس الفاسي، التي ستضع لها حدا حركة 20 فبراير زمن الربيع العربي (2011)، التي سيعرف البيجيدي كيف يستعملها دون أن يكون مشاركا فيها ليحصد الصدارة في الانتخابات السابقة لأوانها في نونبر 2011، لتؤول رئاسة “حكومة الربيع المغربي” إلى عبد الإله بنكيران.
في انتخابات 2011، سيتميز المشهد السياسي بهجومٍ، بعضه منظم وبعضه عشوائي، على حزب الأصالة والمعاصرة، ضمن حملة متنوعة رفعت شعار “مواجهة التحكّم”، وأبدع له بنكيران عدة أسماء وألقاب حتى أنه أدخل للحقل الحزبي المغربي صفات “العفاريت” و”التماسيح”… بيد أن البام، رغم ذلك، ستصنّفه النتائج رابعا، بعد البيجيدي والاستقلال والأحرار، متبوعا بالاتحاد الاشتراكي خامسا.
في انتخابات 2016، سيعرف المشهد السياسي المغربي حالة قصوى من الصراع الحزبي، سينحرف أحيانا إلى صراع شخصي، عندما تصدّر قيادة البام أمين عام جديد، كانت المجالس والصالونات تعْرفه وتُعرّفه بـ”الثعلب الذي يظهر ويختفي”، في إشارة إلى أنه “سياسي محتال”، اسمه إلياس العمري، هو الذي سيلوّث الساحة المغربية بادّعاءات القرب من جهات عليا، كما وصفه عبد الحميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال آنذاك، بأقدح الصفات (…)، وتبعه بنكيران، الذي شرع يصف إلياس بأنه “محتال” و”صعلوك”… فيما ركّز “الثعلب” على استثمار فشل ثورات الربيع واندحار إخوان مصر ليهاجم البيجيدي ضمن حرب شعواء أعلنها على الإسلاميين، عرف خصومه كيف يستثمرون تصريحاته الرعناء لتقديمه عاريا أمام الشعب باعتباره يحارب الملّة والدين ويستحق أن تُسلّط عليه لعنة الإسلام والمسلمين… نتائج هذه الانتخابات ستضع في الصدارة الحزبين الغريمين، البيجيدي أولا والبام ثانيا، ليُعيّن بنكيران رئيسا لـ”حكومة الريف” قيد التشكيل، وخلال المشاورات الحكومية، التي كانت تجري كلها ببيت بنكيران، ستندلع الأحداث الاجتماعية في الحسيمة عقب الموت المأساوي لتاجر السمك محسن فكري يوم 28 أكتوبر 2016، وتواصلت الأحداث وحدثت اعتقالات وانطلقت محاكمات، قبل أن تتوقف مشاورات “البلوكاج” يوم 15 مارس 2017، بإعفاء بنكيران وتعيين سعد الدين العثماني، الذي سيقود “حكومة التطبيع” ويبصم “مكرها” على “اتفاقات أبراهام” في 10 دجنبر 2020.
في انتخابات 2021، سيعرف المشهد السياسي المغربي “انقلابا” بنسبة 180 درجة، أفرزت هيمنة سياسية غير مسبوقة تخنق البلاد والعباد بعدما “تصدّر” الأحرار نتائج الانتخابات (102 مقعد)، متبوعا بالبام (86 مقعدا) والاستقلال (81 مقعدا)، وبهذه الأغلبية الساحقة، سيهيمن هذا التحالف الأغلبي الثلاثي على البرلمان، فضلا عن هيمنته على باقي المؤسسات الدستورية المنتخبة، الأمر الذي أدّى إلى نوع من “الخنق السياسي” تمارسه ثلاثة أحزاب سياسية، في عملية استئصالية للمنافسين وإقصائية للمعارضين!!!
انتخابات 2021، كان يُفترض أن تنبثق عنها “حكومة رجال ونساء الأعمال”، على أساس أن رئيسها الملياردير سيشكّل فريقا مغايرا لكل الحكومات السابقة، تُسيّر فيها الإدارة العمومية، اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وثقافيا، بأحدث أساليب التسيير والتدبير وبعقليات المال والأعمال والاستثمار، وهذا ما جرى فعلا وبـ”نجاح باهر”، إذ أصبحنا أمام حكومة تدير شؤون البلاد بعقليات الاستثمار المنتجة والمثمرة، لكن ليس لفائدة الدولة والمجتمع، وإنما لفائدة أباطرة الرأسمال المتوحّش، الذي تغتني منه “فئة محظوظة”، والذي يغذّي التفشي الفاحش للفساد، الذي خلقته السياسات المتبعة من قبل الحكومة وأحزابها الثلاثة، وبقيادة مباشرة لعزيز أخنوش وتزكية تواطؤية لفاطمة الزهراء المنصوري ونزار بركة، حكومة وفّرت بيئة مناسبة لاحتضان وتفريخ لوبيات وﺷﺑﻛﺎت اﻟرﯾﻊ واﻟﻔﺳﺎد واﻹﻓﺳﺎد، من خلال سحب قوانين وتعديل أخرى وإقرار العديد من النصوص القانونية التراجعية ومحاولة فرضها من خلال ﻣﺷروع ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﻣدﻧﯾﺔ وﻣﺷروع ﻗﺎﻧون اﻟﻣﺳطرة اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ، حيث تعتمد الحكومة على أغلبيتها العددية لضرب العديد من المكتسبات القانونية ومن المبادئ الدستورية، إلى حد شرعنة تضارب المصالح، الذي بات جاريا لدى حكومة لا يرفّ لها جفن أمام اكتساح رئيسها للعديد من الصفقات العمومية الضخمة، ولا تحرّك ساكنا أمام لوبيات اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ واﻻﺣﺗﻛﺎر وتفشي المضاربات وإشعال النار في الأسعار ورفض ﺗﺳﻘﯾف أثمان اﻟﻣﺣروﻗﺎت، فضلا عن الفضائح، التي أطبقت الآفاق، حول توزيع مبالغ الدعم العمومي الطائلة،معزّزة بإﺟراءات اﻹﻋﻔﺎء ﻣن رﺳوم اﻻﺳﺗﯾراد واﻟﺿرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾﻣﺔ اﻟﻣﺿﺎﻓﺔ لاستيراد المواشي واللحوم.
وفي هذا الصدد، وبغضّ النظر عن التموقف من تجربة حزب العدالة والتنمية ومن خلاصات مؤتمره الوطني، يجب الاعتراف أن البيجيدي، الذي لا يتوفر إلا على مجموعة نيابية يقودها عبد الله بوانو، كان الأكثر حركة وفعالية في فضح مظاهر الفساد الحكومي أمام البرلمان، برلمان عملت فيه الهيمنة العددية للأغلبية الحكومية على تهميش المعاضة تهميشا مهولا لا مثيل له في تاريخ الولايات البرلمانية منذ أول انتخابات (الولاية التشريعية الأولى في المغرب المستقل) في 18 نونبر 1963!
والسؤال هنا، بعد “حكومة الربيع” سنة 2011، و”حكومة التطبيع” سنة 2017، و”حكومة الملياردير” سنة 2021، تُرى كيف سيكون شكل حكومة 2026، وأي “وصفة سياسية” ستميّز المشهد السياسي في أفق “انتخابات المونديال”؟.
هذا سيجرّنا إلى رصد سلوك الملك محمد السادس مع حكومة بنكيران، ثم حكومة العثماني، وكيف كان يتتبّع كل كبيرة وصغيرة، وينبّه ويتدخل بين الحين والآخر، وكيف استنكف عن التدخّل في العلاقة مع حكومة أخنوش، حتى أنه ترك لها الحبل على الغارب ففعلت ما تشاء إلى أن أنتجت “حكومة موروكومول”… تُرى، ما دلالات كل ذلك؟
وبين بنكيران والعثماني وأخنوش، كان مسار الجالس على العرش يتّجه، أولاً، إلى الإلحاح الملكي على دعوة الناخبين إلى “المشاركة المكثّفة في الانتخابات، وإلى حُسنِ استعمال أصواتهم في تقرير مصيرهم ومصير بلادهم… ومن أجل ألا يتركوا للأحزاب فرصة العبث بأوضاعهم في حاضرهم ومستقبل أبنائهم…”! ويصرّ، ثانياً، على خطاب ربط المسؤولية بالمحاسبة، حينما قال الملك محمد السادس: “حان الوقت للتفعيل الكامل لهذا المبدأ. فكما يُطبق القانون على جميع المغاربة، يجب أن يُطبق أولا على كل المسؤولين بدون استثناء أو تمييز، وبكافة مناطق المملكة”… ولتسليط الضوء على هذا المسار الملكي، يتطلّب الأمر استعادة السياق الدستوري، من خلال استحضار “حادثة البلوكاج”، التي “لم تكن على بال المشرّع”، الأمر الذي “فجّر” جدلا كبيرا حول قراءة الفصل 47 من الدستور حول تعيين الملك لرئيس الحكومة، خصوصا بعدما لوّح الملك باللجوء إلى خيارات أخرى، لعل من أبرزها التحوّل إلى تعيين رئيس الحكومة من حزب آخر، إلى غير ذلك من القضايا المحورية، التي ستكون موضوع وقفةِ تأمل وتحليل واستشراف في المقال المقبل.
على مسؤوليتي
سقوط حكومة بايرو: قراءة في أزمة الجمهورية الخامسة و مصير العقلنة البرلمانية

نشرت
منذ 21 ساعةفي
سبتمبر 8, 2025بواسطة
مصطفى المنوزي
1. حدث استثنائي في سياق استثنائي
إن سقوط حكومة فرانسوا بايرو بعد تصويت الجمعية الوطنية بحجب الثقة (364 ضد و194 مع) ليس مجرد حدث عابر في التاريخ السياسي الفرنسي، بل هو محطة فارقة تكشف عن اهتزازات عميقة في بنية النظام السياسي للجمهورية الخامسة. لأول مرة منذ 1958، تعجز حكومة عن الحفاظ على ثقة البرلمان، رغم أن النظام صُمم أصلاً ليجعل السلطة التنفيذية، خصوصًا رئيس الجمهورية، في موقع قوة شبه مطلقة.
2. البعد الدستوري: اهتزاز “الاستثناء الديغولي”
أراد الجنرال ديغول عند صياغة دستور 1958 أن يحصّن السلطة التنفيذية ضد تقلبات البرلمان التي طبعت الجمهوريات السابقة. وقد مُنحت لرئيس الجمهورية سلطات واسعة لتفادي “عدم الاستقرار الوزاري”. لكن سقوط حكومة بايرو يطرح سؤالًا جوهريًا: هل ما يزال النموذج الديغولي قادرًا على الصمود أمام الضغوط الحزبية والانقسامات المجتمعية؟.
3. الأزمة الديمقراطية والتمثيلية
النتيجة الكاسحة ضد الحكومة تعبّر عن أكثر من مجرد رفض برنامج سياسي؛ إنها انعكاس لأزمة تمثيل أعمق:
انعدام الثقة بين النخب السياسية والقاعدة الشعبية، وهو ما تبلور في احتجاجات “السترات الصفراء” وأزمات التضخم.
تآكل الوساطة الحزبية: لم تعد الأحزاب قادرة على إنتاج توافقات مستقرة، بل تحولت إلى جزر متنافرة تشتغل بمنطق المزايدة.
انقسام داخل الأغلبية الرئاسية نفسها، إذ لم تعد قادرة على توفير شبكة أمان سياسي لرئيس الوزراء.
4. تداعيات على موازين القوى
سقوط حكومة بايرو سيؤدي حتمًا إلى إعادة ترتيب المشهد:
المعارضة اليسارية ستسعى إلى تعزيز خطابها الاجتماعي كبديل جدي، أما اليمين التقليدي واليمين المتطرف سيستثمران الحدث لإظهار فشل “المركزية الماكرونية”؛ مما يطرح احتمالية انتخابات تشريعية مبكرة تلوح في الأفق إذا تعذّر تشكيل أغلبية صلبة، مما سيزيد من درجة المخاطرة السياسية لماكرون.
5. الأبعاد الرمزية والتحول في الثقافة السياسية
إن فشل الحكومة تحت رقابة البرلمان يعيد فرنسا، جزئيًا، إلى منطق “البرلمانية الكلاسيكية” التي كان ديغول يعتبرها سبب الضعف والفوضى في الجمهورية الرابعة. هذا التحول الرمزي يعني أن البرلمان لم يعد مجرد غرفة تسجيل للخيارات الرئاسية، بل أصبح فاعلًا مركزيًا يعيد فرض نفسه على ساحة القرار السياسي.
6. الاستشراف: نحو تعديل دستوري أم إعادة هندسة سياسية؟
السيناريو الأول: أن ينجح ماكرون في إعادة تشكيل حكومة توافقية تُعيد بعض الاستقرار، مع الحفاظ على قواعد اللعبة الديغولية.
السيناريو الثاني: أن يدخل النظام الفرنسي في أزمة مؤسسية ممتدة، بما يفرض نقاشًا واسعًا حول ضرورة تعديل الدستور أو الانتقال إلى “الجمهورية السادسة”.
السيناريو الثالث: أن تتسع رقعة عدم الاستقرار، بما يعيد فرنسا إلى حالة من المراوحة بين الشرعية البرلمانية والشرعية الرئاسية.
من هنا فإن سقوط حكومة بايرو ليس حدثًا إجرائيًا فحسب، بل مؤشر على أزمة عميقة في بنية النظام السياسي الفرنسي: أزمة شرعية، أزمة تمثيل، وأزمة ثقة. فالجمهورية الخامسة، التي بُنيت على توازن مائل لصالح الرئاسة، تجد نفسها لأول مرة مهددة بالعودة إلى منطق التعددية البرلمانية المتنازعة. إنها لحظة مفصلية قد تحدد ملامح مستقبل الديمقراطية الفرنسية بين خيارين: إما إعادة الترميم المؤقت، أو الشروع في هندسة دستورية جديدة تفتح الباب أمام “جمهورية سادسة”.
من باب الاستشراف: إلى أين تتجه “العقلنة البرلمانية”؟
إن سقوط حكومة بايرو لا يضع فقط علامة استفهام حول متانة النظام الرئاسي–البرلماني في فرنسا، بل يعيد أيضًا إحياء النقاش حول جدوى “العقلنة البرلمانية” التي شكّلت حجر الزاوية في دستور 1958. فإذا كانت هذه العقلنة قد وُلدت كأداة لتأمين الاستقرار التنفيذي وتحصين الحكومة من تقلبات الأغلبية، فإن ما جرى يبيّن أن فعاليتها أصبحت نسبية أمام تحولات الخريطة الحزبية والأزمات الاجتماعية المتفاقمة.
وقد يقود هذا التحول إلى أحد مسارين:
إما مزيد من التشديد الدستوري في محاولة لإنعاش العقلنة عبر منح السلطة التنفيذية أدوات إضافية، أو تآكل تدريجي للعقلنة أمام ضغط البرلمان وصعود النزعة التمثيلية المباشرة، بما قد يفتح الباب نحو برلمانية أكثر كلاسيكية. لكن الدرس الأعمق هو أن العقلنة ليست مجرد تقنية دستورية، بل هي بالأساس ثقافة سياسية تقوم على التوافق والثقة المتبادلة بين الفاعلين. من دون تجديد للوساطة الحزبية، ومن دون إعادة بناء الشرعية التمثيلية، ستظل العقلنة البرلمانية حبراً على ورق، وسيجد النظام السياسي نفسه مضطراً إلى التفكير في إعادة هندسة أوسع قد تمهّد للجمهورية السادسة.
مصطفى المنوزي
رئيس أكاديمية الحكامة التشريعية والأمن القضائي
على مسؤوليتي
ذ.مصطفى المنوزي: العفو بين الذاكرة والسياق الراهن

نشرت
منذ يومينفي
سبتمبر 7, 2025بواسطة
مصطفى المنوزي
بين الفينة والأخرى، يُطرح الحديث عن احتمال تكرار سيناريو العفو الذي شمل قادة الاتحاد الوطني للقوات الشعبية خلال ستينيات سنوات الرصاص. يومها، صدرت أحكام قاسية وصلت إلى الإعدام، لكن العفو جاء في سياق سياسي مضطرب: أحداث 23 مارس 1965، حالة الاستثناء، ثم التحضير لاختطاف الشهيد المهدي بنبركة. لم يكن العفو آنذاك بلا مقابل، بل جزءًا من تسوية أملتها موازين القوى.
الشيء نفسه حصل مع عفو محمد آجار بونعيلات، الذي ارتبط بتداعيات الانقلابين العسكريين الفاشلين، وفقدان النظام لقاعدته الاجتماعية، مما اضطره إلى استيعاب قدماء المقاومة وجيش التحرير، وتأسيس المجلس الوطني لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير ، بعضوية سعيد بونعيلات ورئاسة عبد الكريم الخطيب وإطلاق سياسة “مغربة الأراضي” كرد فعل على الشبهات المحيطة بالدور الفرنسي في أحداث الإنقلابين وكذا على رفض فرنسا في عهد بومبيدو دعم الدولة لمواجهة أحداث مارس 1973.
ودون أن نغفل واقعة إختطاف الحسين المانوزي من تونس في 29 أكتوبر 1972 (نفس اليوم والشعر بالنسبة للمهدي ) ، وتوجيه رسائل ملغومة لكل من عمر بنجلون ومحمد اليازغي في نفس الفترة ، لكن، هل يمكن القياس بين الأمس واليوم؟ الوقائع مختلفة، الأشخاص مختلفون، والمشاريع متباينة قطعيا والسياقات مغايرة جذريًا. إذا كانت هناك كلفة سياسية أو أمنية، فمن سيتحملها؟ وبأي سقف؟ صحيح أن الردع اليوم أكثر نعومة، لكن الكلفة ما تزال باهظة.
إن استدعاء منطق الرهائن أو الكلفة السياسية لم يعد يجدي في زمن جديد. الحل لا يكمن في محاكاة الماضي، بل في تبني مقاربة إنسانية وحقوقية، تُعيد بناء الثقة وتفتح أفقًا حقيقيًا للإنصاف والمصالحة.وإذا كان لابد من تشبيه فنموذج مدينة إيفني أولى وأفضل وأقرب ؛ ولكن بعد تأهيل الإختلالات وتقويم الأعطاب.
* مصطفى المنوزي
منسق منتدى ضمير الذاكرة وحوكمة السرديات الأمنية
على مسؤوليتي
سعيد الكحل: صحيفة لوموند والحنين إلى الهيمنة الاستعمارية

نشرت
منذ 5 أيامفي
سبتمبر 4, 2025بواسطة
سعيد لكحل
صحيفة الابتزاز والاستفزاز.
لم يكن صدفة أن تخصص صحيفة “لوموند” سلسلة مقالات مستهدفة ملك البلاد وعلاقة الشعب به وبالملكية. ذلك أن هذه الصحيفة درجت على مهاجمة الملكية في المغرب والتحريض ضدها طيلة عقود. إلا أن مقالاتها الأخيرة تجاوزت كل الحدود بخوضها في أعراض جلالة الملك ومستقبل الملكية في المغرب عبر الترويج لأضغاث أحلام مموليها والمتحكمين في خط تحريرها.
لم تستفد الصحيفة من التاريخ لمّا حاول الاحتلال الفرنسي تعيين ابن عرفة مكان الملك الشرعي محمد الخامس فتصدى له الشعب المغربي بكل حزم. إن الشعب ذاته لا يزال وسيبقى وفيا للملكية، ولا يقبل عنها بديلا لضمان أمنه ووحدته واستقراره. وما يزيد المغاربة تمسكا بالملكية: أولا، وعيهم التام بأهميتها في تقوية اللحمة الوطنية الجامعة لكل مكونات الشعب المغربي؛ وثانيا، تجسيدها لهويتهم التاريخية والوطنية على مدى قرون؛ ثالثا، المآلات الفاشلة التي انتهت إليها الثورات أو الانقلابات العسكرية على الأنظمة الملكية في الدول العربية. وقد أظهر المغاربة بكل عفوية، عبر تريند “فخورون بملكنا” الذي غصت به مواقع التواصل الاجتماعي، مدى تعلقهم بالملك وحبهم له، كجواب مباشر على استفزازات الصحيفة.
تزعم الصحيفة “الحياد” و”الاستقلالية”، لكن الوقائع المسجلة خلال عقود أثبتت أنها تعتمد الابتزاز والتضليل والافتراء أسلوبا لتحقيق الربح على حساب المبادئ والحقيقة. ففي سبعينيات القرن الماضي، كشفت وثائق أرشيف “ميتروخين” الشهيرة حول أنشطة المخابرات السوفييتية، أن صحيفة لوموند كانت منفذا أساسيا للدعاية السوفييتية ونشر معلومات مضللة لصالح السوفييت.
ولعل قائمة الأحكام القضائية ضد الصحيفة تثبت متاجرتها بالأعراض وترويج الأكاذيب (في1998 أدان القضاء الفرنسي الصحيفة لصالح الملك الحسن الثاني رحمه الله، في 2014، قضت المحكمة العليا في إسبانيا بتغريم الصحيفة لصالح ريال مدريد وبرشلونة بعد أن اتهمتهما أنهما على علاقة بالطبيب الإسباني إيوفيميانو فوينتس، المدان الرئيسي في “عملية بويرتو” الخاصة بالمنشطات. وفي 2016 أُدينت صحيفة واثنان من صحافييها بتهمة التشهير، بعد أن كتبوا أن الممثل الأميركي جون مالكوفيتش لديه حساب مصرفي مخفي في سويسرا).
مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس.
لازال التيار الاستعماري في فرنسا يحن إلى ماضيه البغيض رغم الضربات المتتالية الأخيرة التي تلقاها الوجود الفرنسي في دول الساحل؛ إذ بات مبغوضا في عموم إفريقيا. بل إن هذا التيار لم يستوعب مقولة السيد ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، أن “مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس”. لهذا يتمادى هذا التيار في أسلوب الابتزاز والاستفزاز. أكيد لم يستوعب أن مغرب اليوم صار قوة إقليمية وازنة وجسرا أساسيا بين إفريقيا وأوروبا. واستهداف النظام الملكي هو استهداف لاستراتيجية متكاملة وضع أسسها الملك محمد السادس الذي يسهر على ترسيخ موقع المغرب كشريك إستراتيجي للقارة الإفريقية من خلال مبادرة الأطلسي، أنبوب الغاز المغرب ـ نيجيريا، الاستثمارات (ثاني مستثمر في إفريقيا)، البنوك المغربية تتواجد في 26 بلدا إفريقيا لدعم الاستثمارات وتمويل المشاريع، التعاون العسكري والأمني والاستخباراتي، بالإضافة إلى التكوين الجامعي ( المغرب يستقبل 19 ألف طالب من 49 دولة إفريقية، 90 في المائة منهم يستفيدون من منح دراسية مقدمة من الدولة المغربية)، فضلا عن التكوين الديني للأئمة.
فالمغرب لاعب جديد ومنافس حقيقي شعاره “إفريقيا للأفارقة” ومبدؤه “رابح/رابح”. وقد أشادت دول الساحل على لسان السيد Hassan Adoum Bakhit Haggar, سفير تشاد في المغرب، بالدور المغربي الذي تحتضنه شعوبها ووقوفه إلى جانبها “ما نبحث عنه، نحن الأفارقة هو شريك وفيّ في السراء والضراء، في فترات الشدة وفترات الرخاء هذه هي المصداقية التي نريد. فالمغرب كان دائما إلى جانب الدول الإفريقية، وأن جلالة الملك قدم لإخوانه في جنوب الصحراء التسهيلات في البنية التحتية لتعويض النقص الذي تواجهه اقتصاداتهم. المواد الأولية نتوفر عليها، إدارتها نتوفر عليها كذلك، يبقى كيف يتم تسويقها لتخفيض كلفة نقل المواد الأولية، وهذا العرض يوفر لنا فرصة مهمة جديرة بالتقدير”.
إن إستراتيجية المغرب في إفريقيا تختلف جوهريا عن إستراتيجية فرنسا أو الدول التي استعمرت إفريقيا. وقد حدد جلالة الملك ما تمثله إفريقيا للمغرب في خطاب 20 غشت 2016: “فنحن لا نعتبر إفريقيا سوقا لبيع وترويج المنتوجات المغربية، أو مجالا للربح السريع، وإنما هي فضاء للعمل المشترك، من أجل تنمية المنطقة، وخدمة المواطن الإفريقي. وفي هذا الإطار، يساهم المغرب إلى جانب الدول الإفريقية، في إنجاز مشاريع التنمية البشرية والخدمات الاجتماعية، التي لها تأثير مباشر على حياة سكان المنطقة”. أكيد أن هذه الإستراتيجية المغربية لن ترض عنها الدوائر الإعلامية المرتبطة بالتيار الاستعماري التوسعي التي ترى فيها منافسا حقيقيا لمصالحها وتهديدا مباشرا لها.
يا جبل ما يهزك ريح.
بقدر المؤامرات والمخططات العدائية التي تستهدف وحدة المغرب الترابية واستقراره السياسي، بقدر ما يزداد، من جهة، المغرب قوة وصمودا في دفاعه عن وحدة ترابه وتحقيق المكاسب الدبلوماسية بتوالي الاعترافات بسيادته على الصحراء ومصداقية مقترح الحكم الذاتي، ومن أخرى، تشبث المغاربة بالنظام الملكي وانخراطهم البنّاء في مشروع الإصلاح والتحديث والعصرنة. ولعل المحاولات اليائسة التي يلجأ إليها كابرانات الجزائر بالتحالف مع التيار الاستعماري الأوروبي، تدل على فشلهم الذريع في عزل المغرب عن مجاله الطبيعي والحيوي الإفريقي. بل انقلب سحرهم عليهم لما قررت دول الساحل تطويق الجزائر من الجنوب واسترجاعها لسيادتها ونديتها أمام فرنسا بعد طرد جيشها وفك الارتباط بنظامها المالي والعسكري.
ولا شك أن سُعار كابرانات الجزائر وصحفيي صحيفة لوموند التي يساهم عسكر الجزائر في رأسمالها، ومن ثم التحكم في خط تحريرها المعادي للمغرب، اشتد مع إعلان الرئيس الفرنسي، ماكرون، الاعتراف بمغربية الصحراء والتزامه بالدفاع عنها في المحافل الدولية. شكّل هذا الاعتراف صدمة قوية للكابرانات الذين ظلوا يراهنون على دوام الابتزاز الفرنسي والأوروبي للمغرب لنهب ثرواته. لهذا يسخّر حكام الجزائر، بالتنسيق مع التيار الاستعماري الأوروبي، خاصة في فرنسا وإسبانيا، كل الوسائل الخبيثة للإساءة إلى العلاقات الجيدة بين المغرب وفرنسا بعد اعترافها بمغربية الصحراء. تلك أوهامهم التي كانت وستكون وبالا عليهم.
إن النهضة الشاملة التي حققها المغرب في عهد الملك محمد السادس على المستويات التنموية والاقتصادية والصناعية والدبلوماسية والعسكرية والأمنية والرياضية والبنيات التحتية، شكلت كابوسا لحكام الجزائر الذين صرفوا “مال قارون” بتعبير رئيسهم تبون، لتقسيم المغرب وإسقاط نظامه وتدمير اقتصاده دون جدوى. فعلاقة الشعب المغربي بملكه غير خاضعة لإرادة القوى الخارجية، كما أنها عصيّة على المخططات العدائية. وما محاولتهم البئيسة اليوم إلا مثالا لحالة اليأس التي وصلوا إليها بعد استنفاد كل مخططاتهم. وكان أجدر بصحيفة لوموند، بدل اجترار وإعادة تدوير هرطقات الغربان وترّهات الخائنين، أن تتذكر، أولا، أن الأجهزة الأمنية المغربية التي تشيع عنها الأراجيف هي التي أمّنت أولمبياد فرنسا بعد أن لجأ لخدماتها وزير الداخلية الفرنسي، وهي التي تم توشيح رئيسها السيد عبد اللطيف حموشي، بميدالية وبراءة وسام جوقة الشرف من درجة ضابط، الذي منحته السلطات الفرنسية، وهي التي جنبت فرنسا حمّامات دم، بفضل خبرتها في رصد وتفكيك الخلايا الإرهابية. ثانيا، أن تنشغل، من جهة، بالانهيار الوشيك لفرنسا اقتصاديا بعد أن بلغت ديونها الخارجية مستوى قياسي: 3.9 تريليون دولار، أي ما يعادل 113 % من الناتج الوطني الخام؛ ومن أخرى، بالأزمة السياسية التي تنخر النظام الجزائري والانتهاكات الخطيرة لحقوق الإنسان إلى جانب النهب الفظيع والمتسارع لثروات الشعب الجزائري الذي بات محكوما عليه بالاصطفاف في طوابير ماراثونية من أجل العدس والحليب والزيت. سيبقى المغرب شوكة في حلق خصومه وأعدائه.

وضع رؤوس خنازير أمام مساجد في باريس يستفز مشاعر مسلمي فرنسا

محكمة مصرية تؤيّد إيداع نجل محمد رمضان دار رعاية

انفجارات الدوحة وقعت في مجمع تابع لحركة حماس

الجيش الإسرائيلي يستهدف “قيادة حركة حماس” في الدوحة

إسبانيا تمنع وزيرين إسرائيليين من دخول أراضيها

رسميا.. الفتح الرباطي يستقبل الرجاء بالقنيطرة

هذا توضيح وزارة النقل حول خلفيات مخالفات صفائح السير الدولي

أسطول المساعدات المتجه إلى غزة ستهدف “بهجوم بمسبرة” قبالة سواحل تونس

طقس الثلاثاء.. ضباب وأمطار رعدية ورياح قوية

محكمة استئناف تثبت حكما قضى بدفع ترامب 83 مليون دولار على خلفية قضية تشهير

سقوط حكومة بايرو: قراءة في أزمة الجمهورية الخامسة و مصير العقلنة البرلمانية

أزمة سياسية تهدد فرنسا مع حجب النواب الثقة عن حكومة بايرو

مونديال 2026 .. المنتخب المغربي يتغلب على نظيره الزامبي (0 – 2) ويواصل تحقيق العلامة الكاملة

مونديال 2026: تونس تبلغ النهائيات للمرة السابعة في تاريخها

وفاة المعلم الكناوي مصطفى باقبو

مدريد تستدعي سفيرها من إسرائيل

ورطة لامين يامال.. جواز سفره مفقود في تركيا (فيديو)

صفقة القرن للمغرب: مقاتلات إف-16 بلوك 72 الأمريكية الحديثة تصل قريبًا

هجوم بإطلاق النار في القدس الشرقية يوقع خمسة قتلى

التوقيت والقنوات الناقلة لمباراة المغرب ضد زامبيا

هيئة الشارقة للكتاب تفتح باب الترشح لجائزة “ترجمان 2025”

إنهاء مهام مدير عام قناة الجزيرة الجزائري مصطفى سواق

المغرب ضد مدغشقر .. الموعد والقنوات الناقلة للبث المباشر

هذا موعد والقنوات الناقلة لمباراة المغرب ضد السنغال

27 قتيلا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال أسبوع

تعيين لجنة مؤقتة لإدارة جامعة كرة السلة المغربية

ساحة الفنانين بالصويرة: بين تهديد الرمال ورهان الأجيال

الدورة 8 لمهرجان أناروز تحتفي بالهوية الأمازيغية من أعالي تافراوت

الأوقاف تعلن عن المرحلة الثانية لاستخلاص مصاريف الحج لموسم 1447 هـ

مقتل ستة جنود سوريين في ضربات إسرائيلية قرب دمشق

تأجيل جلسة محاكمة ابتسام لشكر إلى غاية يوم 3 شتنبر المقبل

إسرائيل تكثف عملياتها في مدينة غزة

غوغل تزيح الستار عن ساعتها المتطورة.. تعرف عليها (فيديو)

موسم أولاد تيدرارين الأنصار في دورته التاسعة والأربعين: وفاء للتراث و انخراط في التنمية

نادين..فلسطينية تشارك في مسابقة ملكة جمال الكون (صور)

الخارجية الأمريكية تؤكد على تعزيز التعاون العسكري مع المغرب

و أخيرا..رونالدو يطلب يد جورجينا للزواج

مشروع قانون المجلس الوطني للصحافة.. اعمارة يستقبل وزراء اتصال سابقين

مقتل أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام في غزة

شركة TotalEnergies تنقل خدمات العملاء الفرنسية من بلجيكا إلى المغرب

الخبير جمال العلمي يكشف أسرار ” صومعة المكانة” La Tour de l’Horloge

“الدوري الأول للراحلة حليمة مرجان”..الرياضة في خدمة العمل الخيري

الرباط تكرّم الراحل يونس رودياس أحد رموز كرة السلة بنادي الفتح الرياضي

الوداد الرياضي يحتفل بذكراه الـ88.. ليلة وفاء وتكريم لأساطير الأحمر

المغرب يدخل عصر العلاج الثوري لسرطان البروستاتا بتقنية HIFU

في حفل تأبيني مؤثر.. سبور بلازا يكرم روح الراحل كمال لشتاف

نادي “النور اولاد صالح” ينظم الدوري السنوي للكرة الحديدية

تفاصيل مؤامرة الجنرال أوفقير على رفاقه في الجيش وعلى الحسن الثاني

محمد لومة يحكي عن أخطر جرائم أوفقير في حق الوطن والشعب

للمرة الثانية الرباط تحتضن التجمع التدريبي الافريقي BAL في كرة السلة

هكذا اقتطعت الجزائر أجزاء من التراب المغربي و التونسي بدعم من فرنسا ( فيديو)

بالفيديو..تفاصيل محاولة اغتيال الحسن الثاني سنة 1972

1981: مقترح “الاستفتاء” حول الصحراء..عندما قال عبد الرحيم بوعبيد “لا” للحسن الثاني

محمد لومة يكشف مراحل الصراع بين الحسن الثاني و عبد الرحيم بوعبيد (الجزء الأول)

تفاصيل تحكى لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن حلون (الحلقة الثانية)

و شهد شاهد من أهلها..حقائق تكشف لأول مرة عن اغتيال الشهيد عمر بن جلون

حورية أجدور..صوت مجدد صاعد في سماء الأغنية الأمازيغية “فيديو “

تهلاو فالصحيحة :الدكتور عماد ..هذه هي الفوائد الصحية للجبن” فيديو”

“ذاكرة ليست للنسيان” 4/4 بسبب نزعته الانتقامية، ادريس البصري يحتفظ ب 12 تلميذا داخل معتقل ” درب مولاي الشريف” لمدة ثلاث سنوات دون محاكمة.

تعرفو على فوائد الخل الطبيعي على صحة الجسم والبشرة مع الدكتور عماد ميزاب

الاكثر مشاهدة
-
سياسة منذ 3 أيام
مشروع قانون المجلس الوطني للصحافة.. اعمارة يستقبل وزراء اتصال سابقين
-
مجتمع منذ 6 أيام
البيضاء: مركز الإدماج الاجتماعي يفتح أبوابه أمام النساء في وضعية هشاشة
-
اقتصاد منذ يوم واحد
المؤسسات الحكومية الأكثر جاذبية لخريجي المدارس العليا في المغرب عام 2025
-
رياضة منذ يوم واحد
ورطة لامين يامال.. جواز سفره مفقود في تركيا (فيديو)
-
على مسؤوليتي منذ يومين
ذ.مصطفى المنوزي: العفو بين الذاكرة والسياق الراهن
-
دولي منذ يوم واحد
هجوم بإطلاق النار في القدس الشرقية يوقع خمسة قتلى
-
مجتمع منذ 7 أيام
24 قتيلا حصيلة حوادث السير بالمناطق الحضرية خلال أسبوع
-
رياضة منذ 7 أيام
ملعب أكادير يدخل رسمياً دائرة الجاهزية لاحتضان “كان 2025”