أعلنت المندوبية السامية للتخطيط عن تراجع معدلات البطالة خلال الفصل الثاني من سنة 2022 بنسب متفاوتة بين المجال الحضري والمجال القروي.
فقد انتقل هذا التفاوت، من 12.8 في المائة إلى 11.2 في المائة على المستوى الوطني، ولكن مايجب الوقوف عليه هو تفاوت هذا التراجع بين المجال الحضري والمجال القروي.
في الوسط الحضري تراجع من 18,2 % إلى 15,5% ومن 4,8 % إلى 4,2 % في الوسط القروي الذي فقد 152 ألف منصب شغل، ما بين الفصل الثاني من سنة 2021 ونفس الفصل سنة 2022.
في حين عرف الوسط الحضري إحداث 285 ألف منصب شغل خلال نفس الفترة.
حسب نفس المذكرة للمندوبية السامية للتخطيط فإن هذا الانخفاض في معدل البطالة يتفاوت حسب الاعمار. القطاعات والجهات. والتي سنفسرها في الارقام التالية:
أعلى انخفاض سجل في صفوف الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 سنة وذلك بتراجعه من 20,9 % إلى18,7 % . عكس معدل التراجع لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة الذي انخفض من 30,8 % إلى 30,2% فقط
اما الشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و24 سنة فمعدل البطالة تراجع ينسبة 30,2 % وحاملي الشهادات 18 %في والنساء ينسبة15,1%.
بخصوص الجهات، فإن مذكرة المندوبية السامية للتخطيط اعلنت أن خمس جهات تضم قرابة سبعة عاطلين من بين عشرة أي 71,1 % من العاطلين على المستوى الوطني . تأتي جهة الدار البيضاء-سطات في المرتبة الأولى بنسبة 25,5% .
الرباط-سلا-القنيطرة بنسبة 12,8%
فاس-مكناس بنسبة 12,7 %
جهة الشرق بنسبة 10,8%
طنجة-تطوان-الحسيمة بنسبة 9.3%.
هذا و سجلت أعلى معدلات البطالة في الجهات الجنوبية بنسبة 20,9% وجهة الشرق 18.2%.
كل هذه المعطيات الصادرة عن مذكرة المندوبية السامية للتخطيط تجعلنا نستنتج أن معدل البطالة يتفاوت من جهة إلى أخرى وحسب الأجناس والاعمار خصوصا بين الوسط الحضري والوسط القروي الذي مازال يعيش تحت رحمة الامطار وفرص الشغل الموسمية.
اذا كان الاقتصاد الوطني قد أحدث ما بين الفصل الثاني من سنة 2021 والفصل ذاته من السنة الجارية 133 ألف منصب شغل نتيجة إحداث 285 ألف منصب شغل بالوسط الحضري فان الوسط القروي فقد 152 ألف منصب شغل .
هذا العدد من مناصب الشغل التي فقدناها في الوسط القروي ترجحه مذكرة المندوبية السامية للتخطيط الى مايلي:
تراجع عدد مناصب الشغل من 405 آلاف منصب شغل خلال الفصل الثاني من 2021 وفقدان 589 ألف منصب شغل خلال الفصل نفسه من سنة 2020.
أرقام لها دلالتها وتستدعي الوقوف وايجاد الحلول الناجعة لخلق مناصب شغل دائمة يالوسط القروي وتشجيع الاستثمار في الجهات الأكثر تضررا مما سيؤدي الى انخفاض نسبة للهجرة من الوسط القروي والمناطق المهمشة إلى المدن المكتظة والتي اصبحت على شكل تجمعات سكنية غير منظمة.
* ادريس العاشري