اصبح من البديهي والمألوف، أن نستعد لاستقبال المواطنين المغاربة المقيمين بالخارج، بعد مرور سنة من العمل في ظروف لايعلمها الا الله سبحانه وتعالى بعيدا عن وطنهم وذويهم.
قبل أن نطرح تساؤلاتنا المعتادة عن ماذا اعددنا لمغاربة العالم من تسهيلات وتشجيع في المجال الاقتصادي والسياحي، لاباس ان نقف عند المعطيات الرقمية الصادرة عن مكتب الصرف، بخصوص تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج، لنبين مدى مساهمتهم الفعلية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للمغرب.
حسب تقرير مكتب الصرف، فإن تحويلات المغاربة المقيمين بالخارج، عرفت ارتفاعا ملحوظا خلال الأشهر الأربعة الأولى من سنة 2023، حيث بلغت ما قيمته 27.11 مليار درهم حتى نهاية شهر أبريل، بعدما بلغت ماقيمته 23.37 مليار درهم في الفترة نفسها من العام الماضي.( 2022 ).
رغم الازمة الدولية وتداعيات ازمة كوفيد 19 والحرب الروسية الأوكرانية، حسب ماجاء في مؤشرات مكتب الصرف في الدورية الشهرية لشهر ابريل 2023، فإن تحويلات المبادلات الخارجية ارتفعت بنسبة 16 في المئة مقارنة بالعام الماضي. وقد بلغت زيادة التحويلات 3.73 مليار درهم خلال هذه الفترة.
جميل جدا أن نستعد لاستقبال المواطنين المغاربة المقيمين بالخارج، عن طريق عملية مرحبا التي تعتبر من بين أكبر عمليات عبور الجاليات نحو بلدانها الأصلية في العالم سنويا؛ وهي العملية التي عرفت تدفق أكثر من 3 ملايين من المغاربة المقيمين في الخارج السنة الماضية، 52 في المائة منهم ولجوا المغرب عبر المعابر البحرية، بزيادة 198 في المائة مقارنة بسنة 2021، و4 في المائة مقارنة بسنة 2019 ولكن لاباس ان نقف عند بعض المعيقات التي يمكن أن تكون سببا في تراجع عدد العائدين إلى وطنهم خصوصا مع اقتراب عيد الاضحى والعطلة الصيفية.
نسبة كبيرة من مغاربة العالم يشتكون من ارتفاع تكاليف النقل سواء الجوي او البحري الذي يثقل كاهلهم ويربك ميزانيتهم المخصصة للعودة إلى أرض الوطن.
على سبيل المثال مصاريف العبور من الجزيرة الخضراء نحو ميناء طنجة المتوسط:
3500 درهم للسيارة و 750 درهم للشخص الواحد.
نفس الارتقاع تعرفه أسعار الفنادق والمنتجعات السياحية التي يتراوح سعر الغرفة لشخصين مابين 2500 درهم ومافوق للليلة الواحدة.
الا نستحق كمغاربة مقيمين بالمغرب او في الخارج، أن نتمتع بخيرات بلادنا الحبيب ونستمتع بالعطل بأسعار مناسبة وبجودة عالية، عوض أن نبحث عن قضاء العطلة الصيفية في شواطئ ومدن كوستاديلسول الاسبانية وحرمان فئة كثيرة من المغاربة من ابسط امكانية الاستفادة من العطلة الصيفية داخل المغرب ؟؟؟.