بقلم: عبدالهادي بريويك
الحياة الاقتصادية اليوم و التي تؤرق مضاجعنا وتملأ جيوبنا بالهواء، تسير على خطى راقصة تتمايل بين “نأمل في الأفضل” و”ها نحن نغرق أكثر.” فالأزمات المالية لم تعد مجرد أخبار في الجرائد أو تقارير اقتصادية مملة في التلفاز، بل أصبحت جزءًا من حياتنا اليومية. وصدقوني، إذا استمر الوضع على هذا النحو، قد نضطر جميعًا للبحث عن عمل كسائقي عربات يجرها الحمير، لأننا على ما يبدو نحتاج إلى “عربة” لنحمل فيها فواتيرنا.
العملة اليوم، يا سادة، أصبحت مثل الضيف الثقيل الذي لا يعبر عن نفسه إلا عندما يكون عندك كل شيء ما عدا المال. المائتي درهم ، مثلا، تتصرف كما لو كانت نجمة سينمائية تتنقل من مكان إلى آخر، لكن دون أن تحقق أي أرباح. فكلما حاولنا إقناعها بالاستقرار، ترفع رأسها وتقول “أنا لست هنا للبقاء، بل للمغامرة”.
أما الأسعار، فهي في حالة تصاعد مستمر، لا تتوقف إلا عندما تصل إلى مستويات من الجنون، تجعلك تشك في وجود أي نوع من المنطق الاقتصادي على وجه الأرض. اليوم، يمكن للخضراوات المصنفة في أسفل الدرجات من حيث الجودة، أن تكون أغلى من بعض الوجبات الفاخرة في المطاعم، وربما يكون لدينا قريبًا “سوقا للأسعار” حيث يمكنك شراء سلعة واحدة بمبلغ يعادل راتبك الشهري… أو بالأحرى، راتبك لسنة كاملة.
في ظل هذه الأوضاع، نرى أن الفقراء قد أصبحوا في معركة شرسة مع الثروات الوطنية. أما الأغنياء، فهم في حالة رعب حقيقي؛ خائفون من أن تطالبهم الحكومة بتقديم بعض الأموال… مثلًا… لبناء جسر يمرون من خلاله وهم يبتسمون!.
لكن لا داعي للقلق، فإننا معًا سنظل نضحك، رغم كل هذا الجنون. لأن الأوضاع الاقتصادية قد تكون متأزمة، ولكن القدرة على السخرية تبقى قوية، ولن نسمح لأنفسنا أن نصبح جادين في هذا الموضوع أبدًا، لأننا إذا أصبحنا جادين، فسيصبح الوضع أكثر كارثية!.
في الختام، أقول لكم: “دعونا نعيش على أمل أن الأوضاع ستتحسن، ولكن إن لم تتحسن، على الأقل سنكون قد تعلمنا كيف نضحك على ما يحدث، لأن الضحك لا يتطلب نقودًا، فقط فمًا وعقلًا ساخرًا!”.
وشكرًا لكم، ولنعيد الأموال إلى خزائن الدولة… وإن لم نجدها، دعونا نبحث مطابقة المواصفات لمختلف المشاريع والإنجازات بدء من تصنيف أعمدة الكهرباء..نبحث عنها في الشوارع.