على مسؤوليتي

أحمد عصيد يكتب عن عبد الإله بنكيران و امحمد الخليفة

نشرت

في

* أحمد عصيد
ربما لا تستحق هذه الوقائع أن أذكرها أو أهتم بها، لكنني أسجلها هنا لكي نطرح جديا مشكلة القياديين السياسيين في أيامنا هذه ومفهوم السياسة ذاته.

في لقاء أمس الذي نظمته مؤسسة علي يعتة بمقر حزب التقدم والاشتراكية، والذي كان لقاء مؤثرا وقع فيه الزعيم مولاي اسماعيل العلوي كتابا يتضمن تفاصيل عن حياته وسيرته السياسية، وجدت نفسي أمام زعيم سياسي مددت يدي لمصافحته، لكنه أمام استغراب الحاضرين أشاح بوجهه عني قائلا “ما نسلمش عليك انتا”، وفي نفس اللقاء وجدت قياديا آخر جاوز الثمانين، صافحته بحرارة واحترام، لكنني فوجئت به يقول “أنت بحاجة إلى نبي وحدك ليهديك، متى تعود إلى الطريق الصحيح ؟”.

لم أكن لأستغرب من سلوك الرجلين القياديين، لو كانا من المواطنين البسطاء، لكن من ينتمي إلى نخبة البلد، وقضى حياته في السياسية دون أن يعرف معناها، يثير الاستغراب حقا.

لا يتعلق الأمر هنا بالجانب الأخلاقي، فمما لا شك فيه أن الرجلين قد أبانا عن إخلال واضح بمبدأ الاحترام الواجب لغيرهما، وهذا مما يمجه الحس السليم، لكن الأمر يتعلق على وجه الخصوص بمفهوم السياسة والممارسة السياسية، لأن الرجلين -حسب ما يبدو – لا يقبلان من ينتقدهما أو يعارضهما – كما أنهما يخلطان بشكل سافر بين السياسة والدعوة الدينية، ويعتبران على ما يبدو أن من يخالفهما وجهة النظر شيطان مارق، وهذا في حد ذاته مشكل حقيقي، لأنه لا يسمح للرجلين أبدا بأن يفهما معنى الديمقراطية والحق في الاختلاف، واللذين هما أساس الممارسة السياسية النبيلة، ما دام لقاء الأمس – وهذه من المفارقات – كان حول “نبل السياسة”، من خلال الاحتفاء بسياسي من الطراز الرفيع والنادر، والذي هو مولاي اسماعيل العلوي.

لم يكن الرجل الأول سوى رئيس حزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، ولم يكن الرجل الثاني سوى القيادي في حزب الاستقلال امحمد الخليفة، أتمنى للرجلين دوام الصحة وطول العمر، أما السياسة فقد تركاها وراء ظهريهما.

انقر للتعليق

الاكثر مشاهدة

Exit mobile version